لم يمض على وجوده بالتشكيلة الأساسية لفريق العين سوى أسبوعين فقط حتى لفت الأنظار وأدار الرؤوس وحاز الإعجاب على مستوى الجمهور والنقاد والإعلام والأجهزة الفنية بما فيها مدرب المنتخب الوطني الفرنسي ميتسو الذي سارع باستدعائه للمنتخب إيمانا منه بمقدرات هذا اللاعب فارع القوام قوي البنية صغير السن كبير الموهبة والإمكانات الفنية.
إنه نجم العين الشاب صاحب الـ 19 ربيعا فارس جمعة الذي قدم موسما متميزا مع الفريق البنفسجي وساهم بمجهود وافر مع زملائه في عودة الزعيم لمستواه المعهود وما زال يملك الكثير ليقدمه لفريقه العيناوي والمنتخب الإماراتي. وليس فقط المقدرات الفنية هي كل ما يميز فارس جمعة كلاعب كرة قدم بل أنه يملك صفات أخرى متفردة اكتشفناها خلال الحوار الذي أجريناه معه على مدى أكثر من ساعة زمن فهو شاب أنيق وخلوق ومهذب، في طبعه حياء، وفي كلامه أدب واحترام وشفافية حيث تحدث اللاعب بوعي واضح وهو يجيب عن الأسئلة ويخوض في مختلف القضايا الرياضية التي طرحناها عليه مبديا أراءه بأسلوب ذكي وعقل ناضج.
فارس أكد أن وقع عقدا مع الزعيم العيناوي يمتد خمس سنوات وقال انه استفاد كثيرا من نصائح شقيقه محبوب جمعة ما ساعده على التألق مع العين لافتا إلى أنه لا يخشى أبدا الجلوس على دكة الاحتياطي وأبان أن تسجيل الأهداف هواية يحرص عليها في المباريات وأشار إلى أن أجمل خبر سمعه هو خبر اختياره للمنتخب وأعرب عن أمله في أن يصل لمستوى الفرنسي تورام مشيرا إلى أنه يتابع الدوري الأسباني ويعشق البارشا.
بداية نهنئك على المستوى المتميز الذي ظللت تقدمه مع الفريق العيناوي ما أهلك لارتداء شعار المنتخب الوطني وحجز مقعدك بين المرشحين لنجومية الموسم؟ أشكر لكم هذه المبادرة الراقية وإني لفخور كوني أثرت إعجاب الإعلام والجمهور وهذا بفضل الله أولا وبفضل الجهاز الفني وزملائي اللاعبين وإدارة العين التى وضعت ثقتها في شخصي وما زلت أسعى لإثبات جدارتي إذ ان لدي الكثير الذي أقدمه.
من حتا كانت الانطلاقة
في أية مباراة بالضبط شعرت بنجوميتك وهل كنت تتوقع أن تصل لهذه المرحلة المتقدمة من المستوى الفني؟حقيقة كانت بدايتي مع الفريق الأول بالعين خلال مباراة حتا في الدور الأول من دوري هذا الموسم وهي المباراة الأولى التي ألعب فيها ضمن التشكيلة الأساسية للعين وقد كان تركيزي أن أكون على قدر حسن الظن بي من قبل المدرب والجماهير العيناوية لذلك ضاعفت جهودي في تلك المباراة وبفضل الله وجهود زملائي الخيرة بالفريق استطعت أن أجتاز التجربة الأولى بنجاح كما قال لي المدرب بعد ذلك.
في مباراة حتا كان مدرب الفريق البرازيلي تيتي ولكنك ظللت أساسيا حتى بعد رحيل تيتي ومجيء شايفر هل لاحظت ثمة فرق في التعامل مع المدربين؟ أبدا لقد اكتشفني تيتي وخصني بالثقة والنصائح والتوجيهات وكان يقول لي انك لاعب يرجى منك الكثير وظل يشجعني على مضاعفة الجهود والانتظام في التدريبات وقد كنت سعيدا بثقة (تيتي) وبعد مجيء (شايفر) لم يتغير الأمر كثيرا ولم أشعر بأي فرق بين الاثنين ودعني أنتهز هذه الفرصة لأشكرهما على ثقتهما.
تمنيت أن أصل لمستوى شقيقي محبوب
قبل أن تظهر كلاعب مهم في تشكيلة العين كان شقيقك محبوب جمعة مستأثرا بالأضواء والنجومية أين كنت في ذلك الوقت وكيف كنت تنظر لهذا الأمر؟ كنت حينها في فريق 18 سنة وكنت معجبا بمحبوب وأتمنى دائما أن ألعب بجواره في تشكيلة واحدة، وكان كل ما أتيحت لي فرصة المشاركة مع الفريق الأول أسعى وأجتهد في الملعب حتى أنضم إلى محبوب وأصل لمستواه.
ماذا كان يقول لك شقيقك محبوب وماذا كنت تقول له قبل أن تلتحق بالتشكيلة الأساسية للفريق الأول؟ كان دائما ينصحني بالانضباط في التدريبات وبذل المزيد من الجهود من أجل الوصول للفريق الأول وعندما اخترت في التشكيلة الأساسية أمام حتا لأول مرة كنت متوتراً بعض الشيء لكن محبوب طمأنني وأكد لي أن الأمور ستكون جيدة إذا استطعت أن تجتاز التجربة الأولى وكان يقول لي انه سيضمن لي تواجدا دائما في تشكيلة العين لأنه يرى أنني أملك الإمكانات التي تؤهلني والحمد لله أنني كنت عند حسن الظن.
سبيت خاطر نقل لي الخبر السعيد
من أين تلقيت خبر اختيارك للمنتخب الوطني وكيف كان شعورك حينها؟ أخبرني بذلك سبيت خاطر ذات صباح، حيث رن هاتفي وعندما رفعته وجدت على الخط سبيت خاطر الذي نقل لي خبر اختياري للمنتخب، وقال لي إن جهودك وتألقك مع العين جعلت ميتسو يختارك ضمن قائمته وتمنى لي التوفيق، وللحق فلم أصدق في بداية الأمر ولكنني وبعد أن استوعبت الموقف شعرت بسعادة عظيمة وكذلك شعرت بالمسؤولية وأتمنى أن أكون عند حسن ظن المدرب ميتسو وأن أقدم الخدمات الفنية المأمولة للمنتخب.
وهل تتوقع أن يحقق منتخبنا الحلم ويتأهل لنهائيات كأس العام؟ ولم لا فالمنتخب لا ينقصه شيئا لتحقيق حلم التأهل للنهائيات وحاليا هو يتصدر فرق مجموعته ويملك حظوظا كبيرة للصعود وهو يضم في صفوفه خيرة لاعبي الدولة ويقوده مدرب قدير ومعروف ويعرف كيف يتعامل مع المنافسة وهو كذلك ذكي ويجيد توظيف مقدرات اللاعبين واستغلال طاقتهم وإمكانتهم لمصلحة الفريق وشخصيا متفائل بتحقيق انتصارات تسعد جمهور الكرة الإماراتية.
نجومية الموسم
أنت مرشح للفوز بجائزة نجومية الموسم هل تعتقد أنك ستحصل عليها؟ نعم أعرفه وأشكر كل الذين رشحوني لنجومية الموسم وأتمنى دائما أن أكون عند حسن الجميع وبالطبع أدين بالفضل بعد الله للعين الذي اتاح لي فرصة هذا الظهور وبالنسبة لي أتمنى أن أحصل على نجومية الموسم لكن أتوقع أن يظفر بها غيري من الذين قدموا مستوى جيداً هذا العام خاصة مع المنتخب الوطني.
عودة الزعيم
ماذا تقول عن غياب العين عن منصات التتويج؟ لم نكن نتوقع أن تضيع علينا فرصة الحصول على اللقب هذا الموسم خاصة وإن العين بدأ بداية قوية ولكن هذه هي كرة القدم وبرغم أن الفرصة وبالحسابات قائمة لنيل اللقب إلا أن الأمور تبدو صعبة جدا لكن عزاءنا أن الفريق استعاد كثيرا من مستواه المعروف وهمنا الأكبر ينحصر حاليا في إعادة هيبة الزعيم وسيكون ذلك خلال الموسم المقبل بإذن الله.
البعض يعتقد أن تراجع مستوى العين يعود لتراجع مستوى اللاعبين الكبار ما قولك؟ هذا بالطبع ليس صحيحاً وأرى أنه تحامل على هؤلاء اللاعبين لأن كبار نجوم العين هم الذين حققوا معه العديد من البطولات على المستوى المحلي والداخلي وهم الذين مازالوا يقدمون عطاء متميزا كونهم يملكون الخبرة والتي نقلوها للاعبين الشباب وأتمنى أن تختفي مثل هذه الآراء الظالمة في حق لاعبين ساهموا في صناعة أمجاد الزعيم.
عقدي مع العين خمس سنوات
إذا واتتك فرصة للاحتراف الخارجي هل تقبل؟ وقعت عقداً لمدة خمس سنوات مع العين وليس جيدا أن أتحدث عن الذهاب منه ولم يمض على توقيع عقدي شهران ولكن يظل الاحتراف الخارجي هو حلم جميع اللاعبين وشخصيا إذا فكرت في الأمر فلن يكون إلا للاحتراف في دوريات غير عربية.
وجودك وزملائك اللاعبين الشباب في تشكيلة العين الأساسية ماذا يعني لك؟ بالتأكيد هذا شرف وفخر كبير لنا نحن اللاعبين الشباب ونيابة عنهم أشكر الجهازين الإداري والفني اللذين أتاحا هذه الفرصة للاعبين الشباب وهذا دليل على أن مدرسة العين معين لا ينضب أبدا في رفد الفريق الأول بالمواهب وهو رد على كل الذين قالوا إن العين لا يستفيد من مدرسته الكروية. وأنا لا أخشى الاحتياط في ظل كثرة المواهب العيناوية
الصبر على دوري المحترفين يساعد في نجاحه
هل تتوقع أن يحقق دوري المحترفين الموسم المقبل النجاح المأمول وما هو شعوركم كلاعبين وأنتم مقبلون على هذه التجربة الجديدة؟
أرى أن جميع المقومات متوفرة لنجاح تجربة دوري المحترفين ولكن بالطبع كل تجربة جديدة تحتاج للصبر والمزيد من الجهود حتى تحقق النجاح المأمول وهذا يحدث في كل العالم وليس فقط في الإمارات وأتمنى فقط أن يستفيد القائمون على أمر دوري المحترفين من التجربة في عامها الأول فليس هناك عمل كامل ومن المؤكد أنه ستظهر بعض السلبيات ومن المهم معالجة هذه السلبيات والاستفادة من الأخطاء.
وبالنسبة لنا كلاعبين فلابد أن نساهم بشكل أو آخر في إنجاح هذه التجربة الوليدة لأن كرة القدم أصبحت احترافاً في كل العالم وعلينا أن نواكب هذا الأمر وأرى أن الأندية الإماراتية تملك لاعبين مميزين وقادرين على أن يحققوا النجاحات الفنية التي تسهم في إنجاح دوري المحترفين.
شجاعة
قال فارس جمعة إنه لا يخشى أي مهاجم داخل أو خارج الإمارات مبينا أنه فقط يحترم كل من يلعب أمامه ويحرص على أن لا يرتكب أخطاء ربما كانت لها عواقب وخيمة على فريقه ولكنه معجب بمهارات عدد من اللاعبين المواطنين والأجانب بالدوري ودائما يستمتع بأدائهم وذكر أوليفيرا وإسماعيل مطر وأندرسون وشجاعي والشحي وفيصل خليل وهو يستمتع بالفن الكروي.
جمهور العين
وصف فارس جمهور العين بالمثالي وقال إنه صاحب ابتكارات ومبادرات تثير الإعجاب علاوة على كونه يتميز بالوفاء والدليل أنه ظل يقف بقوة خلف الفريق ويسانده في كل زمان ومكان رغم الكبوة الفنية الأخيرة التي تعرض لها وهذا يؤكد أن جماهير العين محبة لناديها وتعشقه في كل الظروف.
وأشار اللاعب إلى أن جمهور العين غير ملام إذا حزن على تراجع مستوى الفريق وغضب من اللاعبين لأن هذه المشاعر موجودة وسط أي جمهور وهي مشاعر تعبر عن الغيرة والحب وقال انهم كلاعبين ظلوا دائما يضاعفون الجهود لأجل إسعاد هذا الجمهور الوفي.
وقال فارس جمعة انه حريص على متابعة كل صغيرة وكبيرة في الدوري الإسباني ولا يترك أية فرصة لمتابعة أية مباراة مشيرا إلى أنه يعشق فريق برشلونة ويشجعه بحرارة وهو آسف لما يحدث الآن لنجمه البرازيلي رونالدينهو ويتمنى أن تعود المياه لمجاريها بينه وبين أنصار البارشا وأن يوفق الفريق الكتالوني في العودة لمستواه المعروف. وعلى صعيد النجوم قال فارس جمعة انه معجب بالنجم الفرنسي تورام ويتمنى الوصول لمستواه