عبقرية الرسول (صلى الله عليه وسلم)
--------------------------------------------------------------------------------
مجلة أمريكية متخصصة تعرض دراسة عن عبقرية الرسول الكريم العسكرية
عرضت دورية عسكرية أمريكية دراسة رئيسة حملت عنوان “محمد: العقلية العسكرية الفذة”.
والمقصود هنا رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. والمجلة هي “فصلية التاريخ العسكري”
المتخصصة في الدراسات العسكرية التاريخية، ويقوم بقراءتها كبار رجال القوات المسلحة في الولايات
المتحدة ممن لهم اهتمامات بالشؤون التاريخية وانعكاساتها المعاصرة. وتوزع الدورية نحو 22 ألف
نسخة، وهي من أقدم الدوريات المتخصصة في الشؤون العسكرية, ويكتب فيها نخبة المؤرخين
العسكريين الأمريكيين. أما كاتب الدراسة فهو المؤرخ العسكري ريتشارد جابريل الذي عمل سابقًا في
جهات حكومية مختلفة في الولايات المتحدة وخدم في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وله 41
كتابًا، ويقوم الكاتب بتدريس التاريخ والسياسة في الكلية الملكية العسكرية بكندا.
تذكر الدراسة في مقدمتها أنه من دون عبقرية ورؤية الرسول محمد العسكرية الفذة ما كان ليبقى
الإسلام ويصمد وينتشر بعد وفاة الرسول. وتقول أيضًا: إنه ورغم توافر الكثير من الدراسات العلمية
عن حياة وإنجازات الرسول، إلا أنه لا توجد دراسة تنظر لمحمد كأول (جنرال) عسكري في الإسلام.
وترى الدراسة- التي نشرت في موقع المجلة على شبكة الانترنت وحظيت بمتابعة واسعة- أنه لولا
نجاح الرسول محمد كقائد عسكري، ما كان للمسلمين أن يغزو الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية
بعد وفاته. وتقول الدراسة: إن النظر للرسول محمد كقائد عسكري هو شيء جديد للكثيرين، حيث إنه
كان عسكريًا من الطراز الأول, قام في عقد واحد من الزمن بقيادة 8 معارك عسكرية، وشن 18
غارة، وخطط لـ38 عملية عسكرية محدودة. وتذكر الدراسة أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
أصيب مرتين أثناء مشاركته في المعارك. ولم يكن محمد قائدًا عسكريًا محنكًا وحسب، بل ترى الدراسة
أنه كان “منظّرًا عسكريًا” و”مفكرًا استراتيجيًا” و”مقاتلاً محنكاً” على حد قول الدراسة. وتعزو
الدراسة نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في إحداث تغيير جذري في العقيدة العسكرية لما كان معروفًا
وسائدًا في جزيرة العرب، وتشير إلى أنه وبفضل ذلك نجح في إيجاد أول جيش نظامي عربي قائم على
الإيمان بنظام متكامل للعقيدة الإيديولوجية “الدين الإسلامي”. مفاهيم مثل “الحرب المقدسة”
و”الجهاد” و”الشهادة” من أجل الدين قدمها أولاً واستخدمها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبل
أي شخص آخر، ومن المسلمين اقتبس العالم المسيحي مفهوم “الحرب المقدسة”، وباسمها شن
الحروب الصليبية فيما بعد ضد المسلمين أنفسهم. وترى الدراسة أن الرسول شكّل القوات الاسلامية
المسلحة المتحدة التي بدأت غزواتها بعد عامين من وفاته، وكانت تلك القوات العربية المسلحة تجربة
جديدة للجزيرة العربية ليس للعرب سابق عهد بها. وقدم الرسول طبقًا للدراسة ثمانية مناهج إصلاحية
عسكرية على الأقل كان لها أثر كبير في تغيير نوعي وشكلي في منظومة القوات المسلحة الاسلامية .
مـــــنــــــقـــول